Saturday 5 November 2016

عن السنوات الثمان الماضيه

بدأت استخدام هذه المدونه منذ 2008..
وتوقفت في 2012.
واثار اليوم فضولي بعضا ذكرياتي ان افتح المدونه..
لم يعجبني كثيرا ما كنت اكتب.. ولكن اثار شجوني كيف تعبر السنين بسرعه..لم اهتم بمحتوي كل تدوينه بر ما لفت انتباهي التاريخ تحتها.. من 2008 الي 2016.. 8 سنوات ذهبت.. ماذا حدث؟
تخرجت و توظفت و تزوجت واصبح عندي اطفال..
اصبحت ادور في نفس ما كنت انظر في مراهقتي وشبابي.. اصبح انا ذلك الممل الذي ينتظر نهاية الاسبوع كي يأخذ اطفاله لمكان يلعبوا فيه.. بينما باقي ايام الاسبوع اخلد لفراشي في العاشره..
كنت دوما احلم بالزواج..حتي في هذه المدونه هي نفسها شاهدة علي فيما كنت احلم و اتخيل.. ولكن هل اصبح الحلم حقيقه؟
لم يتأكد اي شيء مما كنت احلم به سوي شيء واحد  ان الايام تمضي مسرعه.. واننا نفقد و نُفقد.. تأتي النِعم كثيرة فلنحمد الله عليها.. ولكننا كيف لا نستمتع بها و كانت هي جلّ احلامنا؟

Wednesday 7 November 2012

الرئيس الطيب .. و البيض الذي لم يفقس

 لطالما كان الشعب المصري يقيس تقديره للبشر على مقياس الطيبه .. فحين يتقدم احدهم لخطبة ابنتك .. تجد الناس يزكونه لك بأنه (طيب و ابن حلال) .. او حينما تريد ان تتوسط لشخص في عمل.. فتقول بأنه طيب و شاطر .. فقد اقترنت الطيبه بكافة الصفات الاخرى كنوع من التثبت بأحقية الشخص بهذا المكان او الفوز بالشيء ..
وقد كان هذا التقدير الخاطئ و الفهم السطحي للشخصية هو سبب فشل العديد من العلاقات الاجتماعية و الاسرية و العملية بسبب (الغباوة) في الحكم على الشخص بأنه طيب .. فالمبتسم في وجهك طيب.. اللي بيساعدك طيب.. و اللي بيسلفك طيب .. كلهم طيبون .. اذن من هم ولاد الكلب اللي بنقابلهم كل يوم ؟؟

منذ ال 25 من يناير و مصر في حالة غليان .. بلغت اوجها في ال 18 يوما الاولى ثم بدأت تتقلقل تدريجا.. احيانا تثور و احيانا تخور .. تعود مصر لتجتمع على كلمه ثم تتشتت على عشرات الكلمات .. كانت الفتره الاولى من الثورة - رغم قسوتها و شدة التضحيات فيها بزهرة ارواح خيرة شباب مصر - ولكنها كانت فتره مؤثرة .. قوية .. اظهرت الوجه الشرس للشعب المصري حين يغضب .. و انه قادر على التجمع .. ولكن عادت الغباوة لتسيطر على المشهد .. عاد الحكم الأحمق بالطيبة .. ولكن هذه المره لبست الطيبة في المشيخه .. فأصبح (الطيب أبو دقن) هو سيد الموقف .. 

كان تفكيري - الساذج - قديما يجعلني افكر بنفس الغباوة الفكريه احيانا .. فقد كنت حينما اعود الي بيتي ليلا في وقت متأخر .. وارى مجموع من الشباب على الناصية .. كنت اتوجس خيفه .. من يكونوا بلطجيه او لصوص.. ولكن كان بالي يهدأ اذا رأيت احدهم ملتحي.. فاقول في نفسي.. معاهم واحد متدين اكيد هيكونو كويسين .. 

ولكن مثلي مثل عامة الشعب المصري .. لبسنا خازوق محترم في الدقون .. وجاءنا في مجلس الشعب مجموعه من الحمقي تم اختيارهم  على فرازة الغباوة .. لدرجة ان الفأر بدأ يلعب في عبي ان هؤلاء القوم ممثلون ... او يحاولون تشويه  الملتحين بأي شكل .. فلم اتخيل بأن هناك شخص على هذا القدر من الغباوه .. او على هذا القدر من الحمق .. او على هذا القدر من التخلف الاجتماعي ..!! 

ومضت الانتخابات لنعود لانتخابات الرئاسة .. ولتضعنا الكماشة بين شفيق و مرسي.. كلاهما كان اختيار متخلف.. ولكن حاكت في نفوسنا قطعة من الامل بأن مرسي - قد - يكون رئيسا جيدا .. على الاقل لن يفسد كما لن يصلح .. ولكن لن يولعها كما كان سيفعل شفيق  
الذي كان سيرجع بالحرس القديم كله..

وعليه .. جاء مرسي .. رئيسا لا نعرف عنه شيئا سوى انه اخونجي .. ينظر اليه المتعلمون بأنه من حزب يجب ان يتم تحجيمهم كي لا 
يطغوا .. و ينظر اليه العامة على انه (راجل طيب و بتاع ربنا)  ثم جاء مرسي و قام بعمل بعض القلش الرخيص الذي يذكرني بعادل امام (انا لابس حزاااام ناسف ) .. وارغى و ازبد ببعض الخطب العصماء الرنانه .. 

لم تتقدم البلد لم يحدث اي شيء مفيد .. بل ساءت الامور و تدهورت .. وتخبطت الحكومة في قرارات حمقاء و ضعيفه .. وسابت البلد من ايديهم .. و كلما كلمت احدا من البسطاء قال لك (بس هو راجل طيب) .

مازلت لا افهم كيف في قوانين الكوانين يحكم البلاد (رجلا طيب) .. فإن كان خير من استخدمت القوي الأمين .. فلم نسمع عن ان خير !من استخدمناه  هو الطيب ابو دقن .. او اللي مش لابس قميص واقي..  

استطاع مبارك ان يفسد البلاد ولكن بقدر من الذكاء.. كان يقف خلفه اباطرة الفساد مثل صفوت الشريف و ترزي الحكومة فتحي سرور .. الذين كانو (يزبطون) له المسائل .. لم يكن يظهر مبارك بالشكل الغبي او الاحمق.. لم يكن يتراجع في شره او قراراته المجحفه .. كان فاسدا.. لكن ذكيا.. وحتى اليوم الاخير لرحيله كاد ان يربح معركة التحرير بخطاب عاطفي .. 

ولكن جاءنا الان من لا يملك الذكاء و لا يصلح .. انهم يفسدون بغباء.. يتحكمون و يتمسكون كأنهم جعانيين و لقوا اكل! شهوة السلطة الحمقاء التي تضيع كل شيء.. كان الطريق سهلا امام الرئيس الطيب ليكسب الأرض .. الشعب خارج من ثورة اطاحت برموز الفساد   .. و يعاني من ضنك العيش..كانت بضع قرارات ايجابية تمس الحياة اليومية للمواطن كانت كفيله بأن تجعل الرئيس الطيب يظهر بمظهر الرئيس الناجح .. الفعال.. الأمين!

عاد الرئيس الطيب ليحدثنا ليل نهار عن النهضة و طائرها .. و عن المشروع القومي الذي لم نجن ثمارها.. وعن بيضات هذا الطائر  لتي لم نرها .. فلو كانت كلمه مما قاله الرئيس و حزبه صادقة .. لكان طائر النهضه باض ثمار المشروع و فقست لتأتي بالخير على مصر.. ولكن لم نرى بيضا ولم نرى فقسا.. و لم يفقس شيء سوى الشعب المصري ..

ان السرعه التي تنزل بها مصر الى الفوضى الادارية و التخبط هي سرعة غير مسبوقه.. تحتاج لوقفه.. لا يهمنا اخوانا و لا بطيخا.. ولكن فكرة الرئيس الطيب لم تعد مقبوله .. وفكرة التهديد و الوعيد ايضا التي بدأ ينتهجها الأخ الرئيس لن نقبلها كذلك .. انت موظف تم  ..اختيارك من الشعب .. الشعب الذي جاء بك يمكنه ان يزيلك .. كما ازال من كان اقوى منك و اشرس ..

الشعب في حاجة ان يرى بيضات طائر نهضتكم .. ان يرى بيضة في الصحة و بيضة في التعليم و بيضة الوظائف .. الشعب يريد ان يرى نتاج ما اخذتم .. و نتاج تزكيتكم و انتخابكم .. و الا سترون غضبة لن تبقى و لا تذر .. فقد قلناها في اليوم الذي تنحى فيه مبارك .. انظروا للغلابه .. انظروا للغلابه .. لن تحل مشكلة البلطجة الا حينما تجد لهذا البلطجي مصدر دخل اخر .. لن تحل مشكلة التعليم الا حينما تضمن لأهل الطالب مالا يعينهم ان يهتموا بابنائهم .. لن تحل مشكلة التحرش الا حينما تجد وظائف للشباب ليتزوجوا .. افهم .. الحل من الامام و ليس من الخلف.. الحل بالجذور ليس بالفروع .. نحن الامه العربية .. الامه الوحيدة الغبية التي تحل مشاكلها من الخلف.. تستسهل .. نحل النتائج و نستصعب النظر للاسباب.. والامم الاخرى تحل مشاكلها بخطط خمسه و عشرينية و تتقدم ..ونحن نغوص في الزبالة..

سيدي الرئيس الطيب.. اما ان يرى الشعب بيضا.. او سيحرقوك

Saturday 22 September 2012

الارجنتين .. البلد المبهج!

إنها الأرجنتين!
أحد الشوارع الجانبية القديمه في العاصمة - بوينس أيرىس
رغم انني لست من المسافرين الذين يقضون اجازاتهم في بلاد مختلفة .. فأنا بطبعي اقاوم التغيير بشكل سخيف! .. و نظرا لوجودي خارج بلدي (مصر) للعمل .. فمضطرا ان اقضي اجازتي في مصر لزيارة الاهل و الاقارب جعلني افقد الكثير من فرص السفر..

ولكن شاء الله ان اجد فرصه رائعة للسفر إلى بلد لم أكن ان اتخيل ان تكون هي اول رحلاتي .. فقد سافرت الى الارجنتين! و بعد رحلة طويييييله استمرت لمده ١٦ ساعة .. وصلت الى تلك البلد المبهج .. 

اول ما ستشعر به عند وصولك الى الشوارع السياحية في الارجنتين .. هو عبق رقص التانجو! فكل مكان تنساب منه 
نغمات التانجو المبهجه و ستجد راقصي التانجو في الشوارع يرقصون للماره في مقابل بعض العملات! 
 
ولأني لست (السائح المثالي) فلم يكن يلفت نظري المتاحف او المزارات السياحيه . واكن ما لفت نظري بشدة هي حالة 
الابتسام والبهجه الظاهره علي وجوه الجميع! 

لا تظن ان الارجنتين بلد غني.. فهي تمام في المستوي المادي للعديد من بلداننا العربيه غير النفطيه .. ولكن تجد حاله من بداية التحضر الاوروبي في العاصمه .. وتجد حاله من الاعتزاز بالتراث و الضيافه قد لاتجدها في شعوب اخري 

وبعد استمتاعي بانغام التانجو لبضعة ايام في المحلات و المطاعم .. اخذنا صديق لزيارة مدينه في الشمال تسمي سالتا.. وهي مدينه ريفيه متواضعه بعض الشي.. و بعد ان قدنا السياره لساعتين .. وصلنا لبحيرة كورال ،، 
 والمشهد هناك كان مبهرا - علي الاقل بالنسبه لي- بشكل لا يصدق .. فان تري مشهدا لم تكن تراه الا علي اللوحات الزيتيه .. لتري نفسك فجأه في منتصف هذا المشهد له، شيء جدير بالامتنان
بحيرة كورال - سالتا - الارجنتين
ولاني لست بارعاً في كتابة التدوينات عن السفر .. فلا اجد بالطبع اني قد اوفيت حقها او قلت كل ما اريد عن هذا البلد .. ولكن سآحاول ان اكتب المزيد .. قريبا

Wednesday 20 July 2011

مجموعة إضافات على الفوتوشوب لمحترفي التصوير -1



مجموعة أكشنز على الفوتوشوب لمحترفي التصوير (1)

يمكنك الفوتوشوب أكشنز تمكنك من معالجة صورك بصورة أسرع , والأكشن باختصار هو أن يقوم الفوتوشوب بمجموعة عمليات محفوظة به مسبقاً قد تصل لـ 100 عملية متتالية على الصورة , بضغطة زر واحدة!
فيما يلي مجموعة من الأكشنز , قم بتحميلها ثم تشغيلها على الفوتوشوب , و بعد فتح أي صورة لديك , سترى على الركن الأيمن قائمة الأكشن , اختر الأكشن المناسب لك , ثم اضغط على زر play في اسفل مربع الأكشنز .
ملحوظة: تم تجربتها على نسخة 7



أكشن لمعالجة صور الوجوه القريبه .
للتحميل :

***

أكشن لصناعة البراويز على الحواف , للتحميل:
Download


***


أكشن مناسب لصناعة البوسترات عن طريق توحيد توون اللون في الصورة
Download

***


أكشن جميل لجعل صورك كأنها شخصية كرتونية , للتحميل:
Download

***

أكشن مميز لإعطاء الصور احساس الصور القديمة , وذلك عن طريق التلاعب في الcolor tones & levels
التأثير يعطي نتيجة مشابهة لصور كاميرات البولاريد القديمة ..
للتحميل:
Download

***

هذا كل ما لدي الآن .. في انتظار تعليقاتكم

Sunday 5 June 2011

الشيخ/عبد العزبز بن مرزوق الطريفي

كلما ارتفع الظالم كان أبين لسقوطه

بسم الله الرحمن الرحيم

كثيراً ما يسأل الناس عن الحكمة من إمهال الله للظالم المدد الطويلة، فيستمر في ظلمه وبغيه مدة طويلة، والحكمة الإلهية تظهر في أن الله لا يؤاخذ الظالم من أول ظلمه، فلو أخذه من أول مظلمة ولو حقيرة لم تظهر سنة التأديب والاعتبار للآخرين، لأن عقوبة الظالم في أول طريقه عقوبة لا يراها أحد لأنه ظالم صغير، والعقوبة الإلهية تكون بحجمها، فلا يرى العقوبة إلا أهله ومن حوله، وربما لا يشعر بها إلا هو، فالاعتبار هنا ضعيف، ولكن يمهل الله الظالم ليترقى في الظلم، ويرتفع فيه حتى يبلغ السماء، فيراه ويسمع به من على الأرض شرقاً وغرباً، حينها يأمر الله به أن يُوضع ويهوي في أسفل سافلين، فكلما ارتفع الظالم وعلا كان أبين لسقوطه والاعتبار به، ولهذا قال تعالى: ﴿وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد﴾ الألم والشدة مجتمعة لا تكون إلا بعد ارتفاع وعلو في الظلم، وهكذا ذكر الله لأخذ الظالمين في القرآن كله موصوف بنوع بطش وقسوة، وهذا لا يتناسب مع مظلمة الدينار والدرهم ومظلمة اللحظة والساعة لأن الله عادل ولا يُعاقب بعقوبة عظيمة على مظالم يسيرة .

وهذا ظاهر في قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» فالإملاء إشارة إلى تتابع الظلم والترك الإلهي له ليرتفع الظالم فيسمع به البعيد والقريب، ويلوح للرائي من بعيد، فترى عقوبته وتسمع من مكان رؤية الظالم والسماع به.

وفترة الإمهال الطويلة ينزل الله ظلم الظالم على الناس بحكمة إما عقوبة لأفراد فيظلمهم الظالم بالزيادة على ما يستحقون، وإما ابتلاءً وتمحيصاً ورفعة وتكفيراً لآخرين، وقد تجتمع هذه كلها.

ولو عاقب الله الأفراد بمظالمهم التي يقعون بها لأول مرة، لتنافى هذا مع الرحمة والعفو والصفح الإلهي، ولم يظهر اعتبار الآخرين بها، لأنها خفية مستورة، وإذا نزلت ربما لا ينسبونها لمظالمهم لحقارتها ولأن الإنسان جحود، فيتكاثر الظلم في حياة الناس ولا يُراه العامة.

ولكن الله لحكمته البالغة يمهل الظالم ليعتبر به من في الأرض كلهم ولو وكلهم إلى عقوبات الصغائر والكبائر اللازمة لما زادهم إلا تمرداً .

ومن الناس من لا يعتبر بكل عبرة إلا بالعبرة به هو، ولهذا قال تعالى: ﴿سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين﴾.

وقال علي رضي الله عنه: ما أكثر العبر وأقل الاعتبار.

المصدر: شبكة نور الإسلام.

Wednesday 1 June 2011

متى تصبح عندنا شرطة؟


قرأت اليوم مثلما قرأ كثيرون عن قضية وفاة مواطن من التعذيب على يد الشرطة في بولاق الدكرور ..
وبعدها خبر مقتل شخص بالضرب في قسم الأزبكية .. او امام القسم .. وتاهت الروايات فيمن هو مسؤول عن الحادثة..
خبر محزن .. و كئيب .. وصادم
ليس لأنه تعذيب في حد ذاته ولكل لأنه عاد ..
كنا نشعر ان مصر تطهرت من هؤلاء الحيوانات المرضى الساديين ..
ولكن يبدو انهم لم يفهموا معنى عودة الشرطة سوى بعودة التعذيب و الظلم ..

بدأت أفكر بشكل أعمق .. فالأمر غير مفهوم فعلا ..
هذا الشرطي منذ التحق بكلية الشرطة و عمل فيها.. وهو يتعلم ممن هو اكبر منه بأن طريقة انتزاع الاعتراف هي التعذيب..
وان القضية لا يجب ان تبقى دون حل .. حتى وان (لبستها) لشخص بريء..المهم ان تقفل..
هؤلاء تعلموا بأن طريقة استدعاء شخص هارب هي اختطاف أهله و محارمه .. فيأتي مرغما! ..
أساليب اخرى كثيرة و حقيرة .. ابتدعتها الشرطة .. و استطاعت ان تفرض بها هيبتها طوال اعوام مضت..

جاءت الثورة و طهرت مصر من نظام جائر وظالم و فاسد..
ولكن الثورة اطاحت بالرؤوس و لم تطح بالذيول ..

عادت الشرطة لمواقعها مره اخرى ..
وكانت تبدو في حالة توهان .. ضياع .. لا تعرف الشرطة ماذا تفعل..
فقد استأسد البلطجيه و الخارجين عن القانون ..
واطاحوا بهيبه الشرطة و سطوتها..
والشرطة حائره .. فلم يتعلم احدهم فرض القانون الا بالظلم .. لم يفهموا التحقيق الا بالضرب و التعذيب ..
كيف يتعاملون (بإنسانية) وهم لا يفهمونها!

زادت الضغوط و الاوامر العليا للشرطة ان تزيد الأمن و التواجد ..
وجاءت احدى القضايا لهذا الضابط ..
فكر . وفكر و فكر.. ماذا يفعل .. هل (يكبر دماغه) مثل ما فعل بعض الضباط ويتركه و يقول (خلوا الثورة تنفعكم ) .. ام يستخدم اسلوبه القديم الذي طالبوه بألا يستخدمه؟
ماذا يفعل اذا وهو لا يجيد سوى هذا الاسلوب؟
لم يتعلم هذا الشرطي اساليب التحقيق .. او التتبع .. او اساليب الضغوط العصبية او النفسية التي يتبعها الشرطة في الدول المتحضرة ..
لم يتعلم ان يقوم بتحقيقات خارجية و اقوال في قضايا تأخذ في العالم سنين .. ولكن نحن في مصر يجب ان تغلق في يومين!
هذا الشرطي تعلم ان يمسك بمشتبه به.. ويطلع (عين اللي خلفوه) كي يعترف .. سواء فعلها ام لم يفعلها..
لم يتعلم سوى هذه الحلول .. فاستخدمها!

ما الحل اذن ؟؟
لا تطلبو من شخص كهذا ان يبتسم للمواطنين او ان يتعامل بالحسنى و الصبر مع المتهمين ..
لا تقولوا بأن الشرطة (ستتغير) و ستفتح صفحة جديدة بنفس الوجوه!
هذا الرجل يجب ان يكون على الجانب الأخر من الزنزانه! .. يجب ان يكون متهماً ..
هذا الرجل يجب ان يعاقب..

احضروا كل شرطي أساء لمواطن أو عذب مواطن .. وضعوه في السجن وحاكموه ..
ثم احضروا شرفاء الضباط - وهم كثر- واعطوهم دورات في التعامل الراقي واساليب السيطرة على الجموع و مهارات القتال البدني للتحكم في المتهمين دون قتلهم!! علموهم ان يكونوا جهاز شرطة قوي و متحضر مثل البلاد المتحضرة! لماذا لا تقوى الشرطة على القبض على شخص.. ولكن يمكنها قتله في مكانه!
ولماذا التعذيب حتى القتل .. ما هذه السادية .. ولماذا اصلا يجب ان ينتزع الاعتراف بهذه الطريقة و بهذه السرعة .. لماذا القضايا في اوروبا و امريكا يستمر البحث فيها شهورا و بالأدلة و التحقيقات .. بينما في مصر يجب ان تغلق القضية في ساعات لينشر الخبر في الصحف .. حتى لو (لبسوا ) القضية لشخص اعترف على نفسه لينجو من الضرب و الاغتصاب..

الشرطة في مصر تحتاج لـ MAKE OVER!
تحتاج لتطوير في العقليات و الاساليب و الافكار..
تحتاج للتفريق بين فرض الامن و فرض التعذيب.. بين حجز الشخص و قتله .. بين ايقاف المتهم و اهانته ..
في كل دول العالم نرى المتهمين يستفزون الشرطة بالشتم و السب و ترى الضابط متحكم في اعصابه .. يمسك المتهم ولا يقول له سوى عبارات (لك الحق في البقاء صامتا .. )
بينما في مصر.. خذ ما شئت من عبارات السب و الشتم بالام و الاب و الضرب على الوجه و القفا او بالارجل حتى الموت ..

الشرطة يجب ان تعود شرطة ..
ويجب ان تصبح جهازا محترما..
وانا كمواطن .. لو رأيت سائق يسب شرطيا.. ثم امسكه الشرطي ووضعه في سيارة الشرطة و اخذه للقسم و وضعه في الحبس دون ان يضربه او يسبه .. فسآتي بنفسي للقسم و أشهد بالحق و اطالب بمحاسبة السائق و اكرم هذا الضابط ..
اما ان ياخذ الضابط حقه بدراعه .. كما فعل السائق.. فنخرج نحن منها ..

اما هؤلاء الساديين فيجب التخلص منهم!


Tuesday 31 May 2011

لماذا أصبحت مصر غريبة؟

لا أدري ..
استيقظ كل صباح لأقلب صفحات الجرائد و في داخلي شيء يدعو الله ألا أجد شيء يكئبني..
اصبحت مصر غريبة ..
ليست تلك مصر التي رأيتها في يناير ٢٠١١ .. مبهرة للعالم و لافتة للانظار .. كنت أشعر عندها بزهوة الوطنية و فخر الانتماء لهذا الشعب القوي الذي ثار على الظلم و العبودية ..
ما بالك ايها الشعب ؟
في هذا الايام .. خصوصا يوم الجمعه ٢٧/٥/٢٠١١ ..او ما اسماه البعض ثورة الغضب الثانية , و ما أحب ان اسميه انا بيوم تخريب الثورة الأولى!. . شعرت يومها بأحاسيس كئيبه .. انتابني احساس بالاحباط .. و الخجل .. و الخوف .. شعرت عندها بأن هذا الشعب فقد روح الثورة .. كنت دوماً اقرأ في مقالات الحرب و السلم عن حالة التضامن و التكاتف التي تظهر في الشدائد .. و تنهار في الرخاء.. واعلم انها طبيعة في النفس البشرية.. كنت اسأل الله عز وجل الا تحدث في مصر.. كنت أرجو ان تبقى روح الميدان و روح الشدائد مسيطرة علينا.. كنت اتمنى ان يظل الناس يقدمون مصر على أنفسهم و انتماءاتهم العقائدية و السياسية و الايدولوجية.. ولكني كنت مخطئا.. فها هي شعلة الثورة قد خبت .. و عادت على السطح نزاعات و طوائف..
البعض يقول بأنها الديموقراطية. ولكني اراها خلافا احمق.. فنحن لا نتقبل بعضنا البعض.. لا نتقبل التعدد في الافكار.. فنحن لا نفكر سوى من معي فهو صديقي ومن ضدي فهو عدوي و خائن! لا نفكر بأننا بكل انتماءاتنا مواطنون شركاء في المسؤولية ..
اصبحت مصر غريبة..
وكئيبة ..
كنا قديما ارى مصر مغتصبة مسروقة و فاسدة بسلطتها .. ولكن شعبها كان زكيا طاهرا مكافحا..
و منذ أشهر.. رأيت مصر شابة ثائرة فتيه .. تنفض الذل عن كاهلها و تنهض بعنفوان .. وشعبها يضرب مثالا في العزة و الكرامة ..
اما الآن .. فلا أفهمك يا مصر.. ولا أفهم شعبك!