Wednesday, 7 November 2012

الرئيس الطيب .. و البيض الذي لم يفقس

 لطالما كان الشعب المصري يقيس تقديره للبشر على مقياس الطيبه .. فحين يتقدم احدهم لخطبة ابنتك .. تجد الناس يزكونه لك بأنه (طيب و ابن حلال) .. او حينما تريد ان تتوسط لشخص في عمل.. فتقول بأنه طيب و شاطر .. فقد اقترنت الطيبه بكافة الصفات الاخرى كنوع من التثبت بأحقية الشخص بهذا المكان او الفوز بالشيء ..
وقد كان هذا التقدير الخاطئ و الفهم السطحي للشخصية هو سبب فشل العديد من العلاقات الاجتماعية و الاسرية و العملية بسبب (الغباوة) في الحكم على الشخص بأنه طيب .. فالمبتسم في وجهك طيب.. اللي بيساعدك طيب.. و اللي بيسلفك طيب .. كلهم طيبون .. اذن من هم ولاد الكلب اللي بنقابلهم كل يوم ؟؟

منذ ال 25 من يناير و مصر في حالة غليان .. بلغت اوجها في ال 18 يوما الاولى ثم بدأت تتقلقل تدريجا.. احيانا تثور و احيانا تخور .. تعود مصر لتجتمع على كلمه ثم تتشتت على عشرات الكلمات .. كانت الفتره الاولى من الثورة - رغم قسوتها و شدة التضحيات فيها بزهرة ارواح خيرة شباب مصر - ولكنها كانت فتره مؤثرة .. قوية .. اظهرت الوجه الشرس للشعب المصري حين يغضب .. و انه قادر على التجمع .. ولكن عادت الغباوة لتسيطر على المشهد .. عاد الحكم الأحمق بالطيبة .. ولكن هذه المره لبست الطيبة في المشيخه .. فأصبح (الطيب أبو دقن) هو سيد الموقف .. 

كان تفكيري - الساذج - قديما يجعلني افكر بنفس الغباوة الفكريه احيانا .. فقد كنت حينما اعود الي بيتي ليلا في وقت متأخر .. وارى مجموع من الشباب على الناصية .. كنت اتوجس خيفه .. من يكونوا بلطجيه او لصوص.. ولكن كان بالي يهدأ اذا رأيت احدهم ملتحي.. فاقول في نفسي.. معاهم واحد متدين اكيد هيكونو كويسين .. 

ولكن مثلي مثل عامة الشعب المصري .. لبسنا خازوق محترم في الدقون .. وجاءنا في مجلس الشعب مجموعه من الحمقي تم اختيارهم  على فرازة الغباوة .. لدرجة ان الفأر بدأ يلعب في عبي ان هؤلاء القوم ممثلون ... او يحاولون تشويه  الملتحين بأي شكل .. فلم اتخيل بأن هناك شخص على هذا القدر من الغباوه .. او على هذا القدر من الحمق .. او على هذا القدر من التخلف الاجتماعي ..!! 

ومضت الانتخابات لنعود لانتخابات الرئاسة .. ولتضعنا الكماشة بين شفيق و مرسي.. كلاهما كان اختيار متخلف.. ولكن حاكت في نفوسنا قطعة من الامل بأن مرسي - قد - يكون رئيسا جيدا .. على الاقل لن يفسد كما لن يصلح .. ولكن لن يولعها كما كان سيفعل شفيق  
الذي كان سيرجع بالحرس القديم كله..

وعليه .. جاء مرسي .. رئيسا لا نعرف عنه شيئا سوى انه اخونجي .. ينظر اليه المتعلمون بأنه من حزب يجب ان يتم تحجيمهم كي لا 
يطغوا .. و ينظر اليه العامة على انه (راجل طيب و بتاع ربنا)  ثم جاء مرسي و قام بعمل بعض القلش الرخيص الذي يذكرني بعادل امام (انا لابس حزاااام ناسف ) .. وارغى و ازبد ببعض الخطب العصماء الرنانه .. 

لم تتقدم البلد لم يحدث اي شيء مفيد .. بل ساءت الامور و تدهورت .. وتخبطت الحكومة في قرارات حمقاء و ضعيفه .. وسابت البلد من ايديهم .. و كلما كلمت احدا من البسطاء قال لك (بس هو راجل طيب) .

مازلت لا افهم كيف في قوانين الكوانين يحكم البلاد (رجلا طيب) .. فإن كان خير من استخدمت القوي الأمين .. فلم نسمع عن ان خير !من استخدمناه  هو الطيب ابو دقن .. او اللي مش لابس قميص واقي..  

استطاع مبارك ان يفسد البلاد ولكن بقدر من الذكاء.. كان يقف خلفه اباطرة الفساد مثل صفوت الشريف و ترزي الحكومة فتحي سرور .. الذين كانو (يزبطون) له المسائل .. لم يكن يظهر مبارك بالشكل الغبي او الاحمق.. لم يكن يتراجع في شره او قراراته المجحفه .. كان فاسدا.. لكن ذكيا.. وحتى اليوم الاخير لرحيله كاد ان يربح معركة التحرير بخطاب عاطفي .. 

ولكن جاءنا الان من لا يملك الذكاء و لا يصلح .. انهم يفسدون بغباء.. يتحكمون و يتمسكون كأنهم جعانيين و لقوا اكل! شهوة السلطة الحمقاء التي تضيع كل شيء.. كان الطريق سهلا امام الرئيس الطيب ليكسب الأرض .. الشعب خارج من ثورة اطاحت برموز الفساد   .. و يعاني من ضنك العيش..كانت بضع قرارات ايجابية تمس الحياة اليومية للمواطن كانت كفيله بأن تجعل الرئيس الطيب يظهر بمظهر الرئيس الناجح .. الفعال.. الأمين!

عاد الرئيس الطيب ليحدثنا ليل نهار عن النهضة و طائرها .. و عن المشروع القومي الذي لم نجن ثمارها.. وعن بيضات هذا الطائر  لتي لم نرها .. فلو كانت كلمه مما قاله الرئيس و حزبه صادقة .. لكان طائر النهضه باض ثمار المشروع و فقست لتأتي بالخير على مصر.. ولكن لم نرى بيضا ولم نرى فقسا.. و لم يفقس شيء سوى الشعب المصري ..

ان السرعه التي تنزل بها مصر الى الفوضى الادارية و التخبط هي سرعة غير مسبوقه.. تحتاج لوقفه.. لا يهمنا اخوانا و لا بطيخا.. ولكن فكرة الرئيس الطيب لم تعد مقبوله .. وفكرة التهديد و الوعيد ايضا التي بدأ ينتهجها الأخ الرئيس لن نقبلها كذلك .. انت موظف تم  ..اختيارك من الشعب .. الشعب الذي جاء بك يمكنه ان يزيلك .. كما ازال من كان اقوى منك و اشرس ..

الشعب في حاجة ان يرى بيضات طائر نهضتكم .. ان يرى بيضة في الصحة و بيضة في التعليم و بيضة الوظائف .. الشعب يريد ان يرى نتاج ما اخذتم .. و نتاج تزكيتكم و انتخابكم .. و الا سترون غضبة لن تبقى و لا تذر .. فقد قلناها في اليوم الذي تنحى فيه مبارك .. انظروا للغلابه .. انظروا للغلابه .. لن تحل مشكلة البلطجة الا حينما تجد لهذا البلطجي مصدر دخل اخر .. لن تحل مشكلة التعليم الا حينما تضمن لأهل الطالب مالا يعينهم ان يهتموا بابنائهم .. لن تحل مشكلة التحرش الا حينما تجد وظائف للشباب ليتزوجوا .. افهم .. الحل من الامام و ليس من الخلف.. الحل بالجذور ليس بالفروع .. نحن الامه العربية .. الامه الوحيدة الغبية التي تحل مشاكلها من الخلف.. تستسهل .. نحل النتائج و نستصعب النظر للاسباب.. والامم الاخرى تحل مشاكلها بخطط خمسه و عشرينية و تتقدم ..ونحن نغوص في الزبالة..

سيدي الرئيس الطيب.. اما ان يرى الشعب بيضا.. او سيحرقوك