لا أدري ..
استيقظ كل صباح لأقلب صفحات الجرائد و في داخلي شيء يدعو الله ألا أجد شيء يكئبني..
اصبحت مصر غريبة ..
ليست تلك مصر التي رأيتها في يناير ٢٠١١ .. مبهرة للعالم و لافتة للانظار .. كنت أشعر عندها بزهوة الوطنية و فخر الانتماء لهذا الشعب القوي الذي ثار على الظلم و العبودية ..
ما بالك ايها الشعب ؟
في هذا الايام .. خصوصا يوم الجمعه ٢٧/٥/٢٠١١ ..او ما اسماه البعض ثورة الغضب الثانية , و ما أحب ان اسميه انا بيوم تخريب الثورة الأولى!. . شعرت يومها بأحاسيس كئيبه .. انتابني احساس بالاحباط .. و الخجل .. و الخوف .. شعرت عندها بأن هذا الشعب فقد روح الثورة .. كنت دوماً اقرأ في مقالات الحرب و السلم عن حالة التضامن و التكاتف التي تظهر في الشدائد .. و تنهار في الرخاء.. واعلم انها طبيعة في النفس البشرية.. كنت اسأل الله عز وجل الا تحدث في مصر.. كنت أرجو ان تبقى روح الميدان و روح الشدائد مسيطرة علينا.. كنت اتمنى ان يظل الناس يقدمون مصر على أنفسهم و انتماءاتهم العقائدية و السياسية و الايدولوجية.. ولكني كنت مخطئا.. فها هي شعلة الثورة قد خبت .. و عادت على السطح نزاعات و طوائف..
البعض يقول بأنها الديموقراطية. ولكني اراها خلافا احمق.. فنحن لا نتقبل بعضنا البعض.. لا نتقبل التعدد في الافكار.. فنحن لا نفكر سوى من معي فهو صديقي ومن ضدي فهو عدوي و خائن! لا نفكر بأننا بكل انتماءاتنا مواطنون شركاء في المسؤولية ..
اصبحت مصر غريبة..
وكئيبة ..
كنا قديما ارى مصر مغتصبة مسروقة و فاسدة بسلطتها .. ولكن شعبها كان زكيا طاهرا مكافحا..
و منذ أشهر.. رأيت مصر شابة ثائرة فتيه .. تنفض الذل عن كاهلها و تنهض بعنفوان .. وشعبها يضرب مثالا في العزة و الكرامة ..
اما الآن .. فلا أفهمك يا مصر.. ولا أفهم شعبك!