تستمر بلادنا بجدارة منقطعة النظير في القنص المنظم - والعشوائي - للعقول المصرية المتميزة .. والمستنيرة .. و المفيدة بأي شكل وتقوم البيروقراطية المصرية العتيقة بدورها الأساسي كرصاصة النهاية القاتله لتنهي حكايات من النجاح بجرة قلم من موظف قد لا يعرف الفرق بين (الألف و كوز الذرة .. )
الدكتور أبو بكر بيومي .. دكتور في جامعة القاهرة في علم الرياضيات . حاز على جائزة أفضل عالم رياضيات لعام 2010 من أكاديمية جاليليو تلليسيو العالمية بجائزة افضل عالم رياضيات في العالم وبهذا يكون اول مصري عربي مسلم يحصل علي هذه الجائزة والميدالية الذهبية الي جانب 9 علماء آخرين من الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا في علوم مختلفة .
سافر الدكتور أبو بكر لعدة دول في العالم و كان مستمرا في ارسال دراساته و أبحاثه للحكومة المصرية و تتضمن دراساته حلولا للعديد من المشكلات الاقتصادية و العلمية في مصر .. و كلها قابله للتنفيذ ولكن كانت كل ابحاثه تقابل بالرفض ..
وعندما عاد الدكتور لمصر , رفضت جامعة القاهرة قبوله كأستاذ متفرغ بحجة عدم تجديده لأجازته اثناء سفره! ..
وعمل بعد ذلك كأستاذ في جامعة الأزهر , ولكنه عمل فيها كأستاذ منتدب بالساعه!! .. وحين طلب تثبته صدر قرار تثبيته و لكن تأجل القرار بسبب الميزانيه! ..وفي نفس العام جاءته منحة في احدى الجامعات في نيجيريا و سافر إليها ..
طار أبو بكر كما طار غيره من عقول مصر..
أي قانون عاقل هذا الذي يبيح لذلك الموظف المتخلف الذي فصل الدكتور من الجامعة بسبب تجديد اجازة! ..
كيف أصلا تستوعب الفكرة.. أن عالماً سيكون مسافرا في جامعات اوروبا متفرغا لأبحاثه و يفكر -في الوقت نفسه - في ان يرسل خطاب مسجل لتقديم اجازة للجامعة في مصر! ..
يا أخي يلعن ابو ده روتين
ألا يوجد احترام لقيمة المتميزين في هذه البلد!
* * *
عمرو أديب .. إعلامي ناجح و متميز .. سواء اختلفنا معه او اتفقنا .. له قاعده جماهيريه عريضة و مثّل في العشر سنوات الماضيه جزءا لا يتجزأ من السهرة اليومية للمواطن المصري.. ومازلت اذكر في مصر حينما ارى (عربية) الفول وبجواره تلفاز ابيض و اسود 14 بوصة و متصل بسلك الوصلة (المسروقة) ..ويشاهد عمرو اديب ليحكي عن لسانه احواله و همومه .
عمرو أديب .. تم اغتيال نجاحة من غول البيروقراطية المصرية .. وسواء اذنبت القناة التي يعمل فيه او لم تذنب .. فلا يجوز بأي حال من الأحوال ان يتم اسكاته .. بل يجب ان تتم الاستثناءات لكي تحل مشاكل النماذج الناجحه .. على الأقل حفاظا على سمعة الاعلام المصري و حرية ابداء الرأي ..
ف كما ارتعدت الحكومة مع مشكلة مدينتي وحلت ازمتها في أيام, حفاظا على الاقتصاد المصري و سمعته في الخارج , لماذا لا تحل المشكلة حفاظا على سمعة الاعلام المصري ..
فالمشكلة لم تعد مشكلة عمرو اديب فقط ..
فقد انضم للطيور التي سقطت شخصا اخر ..
البيروقراطية هو الوفاة لكل عمل ناجح
مازالت مصر تقتنص الناجحين و تقتص منهم بتهمة أنهم فكروا.. و أرادوا ان يفيدوا مصر..
وانا افكر فيما يدور في رأسه ..
هل تخيل الرجل ان تتعبه البلد حتى في عمل الخير!!..
معنى الادارة الناجحة .. ومعنى التطور والتقدم..