Thursday, 17 May 2007

نبضات حائرة

نبضات حائرة


حينما تتراقص الذكرى أمام أعيننا ..
ويقتلنا الحنين
.نعود أدراجنا ..
نبحث في دفاترنا ..
عن حب قديم تاه ..
بين طيات السنين ..

* * *

أجلس وحيداً على قبر حبٍ ضاع منذ سنين ..
تغلبني الدموع ..
و تنساب أمطاراً من المقل ..
أذكر وجه حبيبة ضاعت ..
لم يعد لها أثر ..
سوى في قلبي الحزين .
.* * *

أجلس وحيداً أتذكر أياماً من العشق الصامت المكتوم ..
حبٌ لم يجد يوماً ليحياه ..
لم يجد حلاً سوى الصمت ..
خوفاً أو قهراً , لا فرق! ..
فالناتج في الحالتين سواء .

. * * *

أجلس وحيداً أتذكر تقاسيم وجهك الباسم الخلاب ..
أتذكر عينان كنجمي ليلٍ ترشدان من ضلّ في أعتى الصحاري ..
أتذكر ثغرها الباسم ..
و شفتاها الجذّابتان ..
أتذكر وجهها الملائكي الرقيق ..
أتذكر شعرها المنساب الذي لم أراه يوما!!
ولكني حلمت له كل ليل!أتذكر دلالها و خجلها ..
فرحها و حزنها ..
أتذكر نظرتها إليّ وخوفها عليّ..
أتذكر كل كلمة خرجت من شفتاها ..
وكل نظرة من عيناها ..
أتذكرها اليوم و كل يوم ..
آه من الذكرى حين تمسي كالواقع ..
لا مفر منها و لا مهرب! ..

* * *

أتذكر حين أجلس جوارها لأشعر بالحنين ..
و الحب .. و الاطمئنان ..
أتذكر غريزتي الرجولية حين أشعر بجوارها بالتملك! ..
وأي شعور أجمل من أن تملك شيئا تحبه .
.شيئا تعشقه ..
شيئا تتمنى - لو استطعت - أن تشاطره الحياة قبل الممات ! ..

* * *

أتذكر ضحكي إلى جوارها و حزني ..
أتذكر كيف كنت أمسك الكلمات على شفتاي لكي لا تخرج و تفضحني .
. أتذكر كم كنت أقضي الليل أتخيلها بين يدي ,
أداعب شعرها الناعم و أمسك يديها بكل الرقة و الحنان ..
أتذكر كم كنت أتمنى أن أعانقها طويلاً طويلا ً..
أتذكر كم كنت أتمنى أن اقضي الليل أتغزل في مفاتنها ..
و أرشف من كلامها الأخاذ ليل نهار ..

* * *

أتذكر كم أردت كثيراً أن اهوي أمامها كالطفل الصغير ..
أبكي من الشوق و الفراق ..
أسألها العفو و الحب و السماح! ..
وأدفن وجهي بين كفيها ..
و أسألها مرافقتي إلى أبد الآبدين! ..
أتذكر كم أردت أن أصرخ بأني أحتاجها ..
أعشقها ..
أريدها مولاتي و نبضي و قلبي و روحي و حياتي ..
أتذكر كم حلمت و حلمت ..
و لكني كنت أصمت في النهاية كصنم خشبي يخشى الناس و يخشى الظروف .
.يقف أمامك متماسك متكابر ..
إبتسامته مصطنعة ..
و كلامه مصطنع ..
حتى .. نظرته إليك .
.مصطنعة ..!!

* * *

أتذكر أني استيقظت ذات يوم ...
وعزمت أن أحيا صريحاً !! ..
لا كذب اليوم و لا مداهنة ولا تصنع ..
ما يجئ في قلبي سأفصح عنه ..
وبدأت ..
و جئت يومها و توقفت ..
عندها كان أمامي حلٌ من اثنين .
.إما أن آخذك بين ذراعي ..
وأضمك إلى صدري .
.حتى يختلط النبض بالنبض ..وأعلن لكل الدنيا أني أحبك بكل جنون .. بدون حدود و لا قيود و لا سدود ..
أو
أن أصمت - كذباً - و أحييك ككل الناس تحية صباحٍ باردة ..
وعندها يتكسر وعدي بأن أصدق اليوم مع ذاتي ..
. وفعلاً ..
آثرت الكذب ! .. و لم أفعل أكثر من تحية صباح! ..
* * *
أتذكر كيف أغار عليك من الدنيا و من الأصحاب!!
من كل ما يخاطبك و من كل ما يلمسك .
.رجالا و نساء .. حتى من الهواء
!أهلاً و أصحاب وأغراب! .
.أغار على أذنيك من كلام تسمعه غير كلامي .
.أغار على عينيك من عينين تراهما غير عيني !
أغار على صوتك العذب أن يسمعه أحد غيري..!
أغار على اسمك أن يذكره غيري.
. و يعشقه غيري..
و يدور في عقلٍ غير عقلي! .
.أغار - سيدتي - بكل جنون!
ويقتلني إحساس بالضعف كلما عجزت حتى أن أنظر إليك و كأني أغار
.. فأتظاهر بالبرود .. و تتمزق روحي من داخلي ..
و أصمت .. فصمتي - كالعادة - هو الدواء! .
* * *
أتذكر سيدتي كيف كنت أثير غيرتك عليّ! ..
كيف كنت أنظر للنساء أمامك و أرقب نظراتك ..
و كيف كنت أحادثهم أمامك ..
ليس إعجابا بهم و إنما افتقاداً لحبك
..وغيرتك .
. ودفئ أشعر به من قلبك مع كل إحساس أشعر به منك تجاهي ..
ولكن اطمئني ..فالنساء - يا سيدتي - كلهم في كفةٍ و أنت في كفةٍ !
فأنت ..لست كباقي النساء ..
فكل النساء في عيني وصف ..و أنت في عيني رمز !
.. لست في عيني جميلة , و لكنك رمز الجمال !!
.لست في عيني رقيقة و لكنك رمز الرقة !!.
. لستِ حبيبتي يا سيدتي .. ولكنك في حياتي ..
رمز الحب!

* * *